18‏/12‏/2014

محمد جاسر يكتب: "داء الأفقية ومجلس قيادة المعارضة"



على سبيل القياس والاجتهاد .. لكم أن تتخيلوا "حرب" يتقابل فيها جيشان لكل منهما مميزاته في معركة وخيباته في أخرى ، أحدهما قليل العدد مقارنة مع الآخر ولدرء شكوك التأويل .. الجيش القليل أزرق الرايات والكثرة لحَمَلَة الرايات "البرتقالية" في الجهة المقابلة وان كان العدد ليس ذات أهمية في مسألة الايمان القطعي بالنصر ولا يدخل ضمن الحسابات أي كان نوعها ، لتقاعس البرتقاليون تاريخياً ذهبت وسائل القوة لصالح الزُرق وبقيت وسائل الاهتراء بيد البرتقاليون .. البرتقاليون لا يواجهون بأس في ما ذُكِر إيماناً بقضيتهم والمبادئ السامية

بأس البرتقاليون يكمن في هيكلهم التنظيمي حيث يخيم عليه "شبح الأفقية" .. القيادة الأفقية هي السبب الرئيسي إن لم يكن الأوحد في تدهور البرتقاليين ، القادة كثر والرؤى متعددة والعشوائيات مشتتة للصفوف .. نشبت بين البرتقاليين والزُرق العديد من المعارك ولكل معركة ظروفها وطبيعتها الخاصة ، وفي جدلية الصراع والبقاء " وجود أحد أطراف النزاع لا يعني انتهاء الطرف الآخر والغلبة في موضع معين لا تعني الغلبة النهائية " .. حدث وان هُزِم الزُرق وتراجعوا إلى ثكناتهم وحدث للبرتقاليين كذلك إلا أن أسباب الانهزام للأخير غالباً ترجع إلى تعدد الرؤى في كيفية خوض المعركة ووضع الاستراتيجيات المصيرية .. في الجهة الأخرى هناك قيادة موحدة يأتمر الجيش الازرق بأوامرها وينتهي بنواهيها وهذا أحد الأسباب الجوهرية في انتظام الرؤى لديهم حيث "القيادة العمودية" المنظمة ووضوح الهدف وسرعة التنفيذ وسد الثغرات التي تسببها الصفوف الأفقية المزعجة والقيادة الفوضوية .. الحرب لازالت قائمة وصمود البرتقاليين أشبه بالمعجزة ولكم أن تتخيلوا بقية المشاهد إذا استمر الوضع هكذا .

بعيداً عن أجواء الحرب ، واقتراباً إلى أجواء التكتيك يجب على المعارضة انتخاب "مجلس قيادة المعارضة" اذا كانوا يريدون تحقيق الانتصارات السياسية الساحقة ، التاريخ يقول أن القيادة الواحدة المنظمة دائماً هي الحل لمعضلة "فرّق تسد" الشيطانية ، وهي طوق النجاة إذا تلاطمت أمواج السلطات ومكائد المندسين .. المسألة ليست معقدة وليست بدعة تاريخية ، نقوم بانتخاب "مجلس قيادة" مكون من "خمسة أشخاص" أو أقل ، صادقين مع الله قبل أن يصدقوا معنا .. يضعون مصلحة الوطن العليا نصب أعينهم ، توكل إليهم مهمة اجتثاث المعارضة من وحل الأفقية والخلافات الجانبية المعرقلة للتحرك ، توكل إليهم مهمة الفصل في نزاعات واختلاف أفراد المعارضة هم المحكمة في الخلافات وهم الحكومة في القرارات وهم البرلمان المنتخب .. يكونون العنوان الواضح بعد الضبابية الطويلة ، الكويت لا يمكنها الصمود طويلاً أمام هذا الهجوم المخيف من عمالقة الفساد .. لا يمكننا أن نردعهم أفقياً ، تعالوا إلى انتخاب "مجلس قيادة المعارضة" يوحّد الصفوف .. التاريخ يقول أن النصر سيكون حليفنا والعاقبة للمتقين


محمد جاسر ،


7‏/12‏/2014

شباب وطني

شباب وطني،

نبيها خمس ثم ارحل ثم رؤية 2012 ثم كرامة وطن ثم الحكومة البرلمانية المنتخبة كل هذه الشعارات رفعتموها كشباب فنجحتم ببعضها وأخفقتم بالبعض الآخر لكن بالنهاية ستتحقق أهداف الشباب بإذن الله، لأن الطبيعة تخبرنا أن الشباب سيعيشون لمدة أطول ولأن التاريخ يخبرنا بأن إرادة الشباب هي الأقوى وأن الشباب وإن غُلبوا اليوم لابد أن ينتصروا غداً.

عندما رفع الشباب هذه الشعارات لم ينتظروا رأي أو موافقة السياسيين والنواب عليها، بل رفعوها وجعلوها واقعاً أصبح على السياسيين اللحاق به، ولن أبخس النواب حقهم فقد كانوا خير وسيلة استخدمها الشباب لتحقيق أهدافهم، نعم كان النواب هم من يتمتع بالتغطية الإعلامية وكانوا هم من يمتلك الشعبية فكانوا خير وسيلة لحشد وتحفيز الجماهير، إلا أن هؤلاء النواب لم يقدموا خارج البرلمان ما يستحق الذكر باستثناء كشف بعض مواضع الخلل وإظهار شجاعة يكاد تكون حكراً على ثلاثة أو أربعة منهم، فلم يقدموا مشروعاً أو حتى ورقة عمل.

ولعل ندوة الأغلبية الليلة بما حوت من النجوم التقليديين خير دليل على أن النواب قد فقدوا حسنتهم الوحيدة وهي القدرة على الحشد والتحفيز، فما الذي تنتظرونه منهم؟ ولمَ لا تبادرون كشباب؟ ولعل النواب يلحقون بكم كعادتهم عندما يرون جدوى ما تطرحون وأنتم من يقرر عندها استخدامهم من عدمه بناءً على جدواهم في ذلك الحين.

ندوة الليلة حوت مواضيع وأطروحات تقليدية متكررة لا تتناسب مع خطورة الوضع واعتداءات السلطة المتكررة التي تعدت مكتسباتنا الديموقراطية لتصل إلى حق المواطنة، وطرح حول وثيقة شباب العجمان ويام وهذا دليل آخر على عدم وجود جديد بجعبة المتحدثين وتأكيد بأن الشباب دائما مبادرين والنواب يلحقون بالركب بعدهم. 

شهد الجميع الوثيقة التي كتبت بماء الذهب من شباب العجمان ويام والتي أظهروا فيها معدنهم الأصيل واستعدادهم للتكاتف والتضحية من أجل رفع الظلم والوقوف بوجه جور السلطة في الكويت. وشهد الجميع أيضاّ وثيقة التضامن التي أصدرها الشباب مؤكدين وقوفهم جنباً إلى جنب مع شباب العجمان ويام مؤكدين انها لن تكون عودةً للقبلية بل هي تكاتف مجتمع كامل وتجسيد للاستفادة الصحيحة من كافة مكونات المجتمع ومن أهمها قبائل الكويت.

شباب وطني،

لو كان حراكنا بشجاعة صقر الحشاش وثبات راشد العنزي وصراحة رانيا السعد وطرح طارق المطيري وجرأة سارة الدريس وصدق عبدالعزيز المنيس وبإخلاص راشد الفضالة وتسامي خليفة المزين واستعداد عشرات الشابات قبل الشباب للعمل الجاد بصمت دون الرغبة بالظهور لتحققت أهدافنا منذ زمن.