26‏/11‏/2014

سعادة الرئيس، كفيت ووفيت.




كنت أعلم قبل كتابة البوست السابق أنني سأكسر حاجز اجتماعي وسياسي جديد وأن ردة الفعل ستكون كبيرة علي وضدي، وتوقعت أيضاً أن يقوم كثير ممن يردد محتوى البوست بالسر أن يهاجمني بالعلن، ولكنني لم أتوقع أن يصل عدد قراء البوست لنصف العدد الذي بلغه والفضل بذلك يعود لما يقارب الخمسين شخصاً مصابون بمتلازمة السعدون، فشكراً لهم.

سأرد هنا على ملاحظات الأصحاء فقط، وسأورد بعض الإيضاحات لما جاء في البوست:

أولاً: من غير المنطقي عندما أريد أن أوجه نقداً لأحد أن أذكر جميع ميزاته وإنجازاته خاصةً إذا كان شخص مثل الرئيس أحمد السعدون بما يحمله من تاريخ كبير تجاوز الخمسين سنة، لذلك ذكرت بأن إنجازات السعدون كثيرة وكبيرة، والمحزن أن غالبية المصابين بمتلازمة السعدون دافعوا عنه مكتفين بذكر عدد سنوات عمله السياسي وهذا إجحاف بحقه وبالتأكيد أن رصيد السنوات ليس معياراً للذم والمدح أو العصمة، فحتى جاسم الخرافي وخلف دميثير يملكان رصيداً مديداً من سنوات العمل السياسي. 

وأما من انتقد توقيت البوست، فهذا يخضع لتقديري، والصحيح أن البوست تأخر استجابة لرغبة بعض الشباب بتكبير العقل عن همز ولمز الرئيس السعدون حفاظاً على وحدة الصف المزعوم وجودها.

أما عن التناقض الذي يزعمه البعض بمدحي للسعدون في الماضي ونقدي له اليوم، فتاريخ السعدون مليء بالإنجازات الكثيرة والكبيرة ولكنه لا يخلو من الهفوات والاخفاقات، والتغاضي عنها في السابق كان يصب في مصلحة الحراك والوطن وذكرها اليوم أحسبه يصب أيضاً في نفس الجانب كون بوعبدالعزيز ضيع بوصلته وأصبحت نيرانه الصديقة أكثر من نيرانه باتجاه المعسكر الآخر، وشتان بين دور عبدالرحمن العنجري ورياض العدساني وتصديهم لمرزوق الغانم وتعريته ومحاربته وتحملهم لما يتعرضون له من هجوم وتجريح وبين هاشتاقات السعدون الموجهة ضد من يفترض أن يكونوا بمعسكر المعارضة معه.

والرئيس السعدون نفسه ومعه بقية نواب المعارضة مدحوا ناصر المحمد وسموه بالرئيس الإصلاحي إلى أن ثبت لهم فساده ثم طالبوا برحيله، فهل يلام السعدون والنواب أم يلام الفاسد؟ نعم مدحنا السعدون عندما قال "سيكون سقفنا السماء" وتذمرنا عندما قال "إحنا حراس قصرك" ثم أجبرنا على إنتقاده بعد أن امتهن الهمز واللمز والهشتقة. 

وسأترك الإجابة على موضوع الكتابة تحت اسم مستعار للزملاء امزهلق وجنوب السره وفريج سعود.

ولن أرد على من يدعي وجود مغالطات وتأويل في البوست دون تحديدها وتفنيدها، وواجب كل من يرى هذه المغالطات أن يكتب مصححاً وينشر أمام الناس ليستفيدوا وسأكون أول المقرين إن أصاب وأخطأت، ولم أجد رد موضوعي واحد يصحح هذه المغالطات المزعومة، ومن باب الإنصاف سأذكر بشار الصايغ صحح موضوع استجواب القلاف بمقاله الذي يمكن ان نختصره بجملة (ترى مو بس السعدون، كلهم كانوا مو زينين).

أخيراً، سعادة رئيس مجلس الأمة الشرعي السيد/ أحمد عبدالعزيز السعدون     المحترم

حتى تنكسر هالة القدسية التي رسمها المصابون بمتلازمتك حولك، كان لابد أن أبدأ البوست السابق مذكراً الناس بأنك بشر تصيب وتخطئ وأن أحد أخطائك هو قولك لجملتك الشهيرة "المجلس سيد قراراته" التي نعاني آثارها حتى هذا اليوم والتي استفاد منها مجلس الصوت الواحد ورئيسه، ولم تكن المسألة إنتقاماً ولا كشف حساب فليس بيننا ثأر.

سيدي الرئيس لقد فات موعد توجيه نيرانك باتجاه السلطة وآن الأوان لتبتعد عن الرئاسة الفخرية للحراك، خذلانك للشباب بدأ حين ارتضيت أن تكون حارساً لقصر بدلاً من حر سقفه السماء.

سيدي الرئيس، لقد بحثنا عنك في جلسات محاكمات الشباب فلم نجدك حولنا، وبحثنا عنك حين كنا نجمع مبالغ الكفالات فلم نجدك معنا، وبحثنا عنك في استقبالات الشباب والنواب وهم يخرجون من السجن ولم تكن بيننا، وبحثنا عنك حين كان سقفنا السماء فلم نرك فيها، وبحثنا عنك حين جاء وقت الفرز الحقيقي وعزل المتكسبين والطائفيين فوجدناك أخيراً ولكن للأسف كنت تجمعهم حولك وفي ديوانك رافضاً الفرز.

سيدي الرئيس، لكل شيء ثمن، وأنت لم تدفع ثمن رئاستك الفخرية للمعارضة، وأنت تبحث عن نهاية مشرفة في وقت نبحث فيه نحن عن بداية جديدة لوطن أفضل ننعم فيه بديمقراطية حقيقة، فكم تمنيت لو أنك لم تترشح للرئاسة في آخر مجلس شرعي لِتُخرس من كان يقول أنك على استعداد لحرق الكويت من أجل كرسي الرئاسة، فقد كنا ومازلنا نعيب على الأسرة التزامها بقاعدة السن بدلاً من الكفاءة في تقليد المناصب وعدم تجهيزها لصفٍ ثان، وعندما أتي المجلس الوحيد في تاريخ الكويت الذي مثل الشعب تمثيلاً صحيحاً خُذلنا كشباب بالتزام الأغلبية بنفس النهج. وكم تمنيت لو أنك اقتديت بالدكتور أحمد الخطيب باعتزاله العمل السياسي والتحول لمرجع وموجه وناصح للحراك. 

أذكرك سيدي أنك وأبطال دواوين الأثنين لم تحققوا شيئاً حين انتظرتم الفرج بعد حل المجلس وتعليق العمل بالدستور عام ٨٦، ولكنكم عندما تحركتم وكنتم على استعداد للتضحية (وإن تأخرتم ٣ سنوات) صنعتم الفرق، فلا تحاربنا اليوم ولا تخوننا وتتهمنا بالتخريب لأننا نفكر اليوم كما كنتم تفكرون قبل أن تتعقد حسابات المصالح. 

سعادة الرئيس، أقولها لك مرةً أخرى كفيت ووفيت.